الحلقة التاسعة: رمضان في ذاكرة الزمن الجميل!

بقلم: عيسى المزمومي
رمضان ليس مجرد أيام عابرة، بل هو محطة للتأمل والتغيير، حيث يتجلى فيه معنى القيادة والخدمة، تمامًا كما تجلى في مسيرة العمدة عبدالسلام بن عبدالعزيز الجندل، الذي استطاع عبر ثلاثة عقود أن يصنع نموذجًا للنجاح من خلال الإخلاص والتفاني في خدمة مجتمعه ووطنه، رغم كل الصعوبات والتحديات!
وكما أن رمضان يمنحنا فرصة لتقييم ذواتنا وإعادة ترتيب أولوياتنا، فإن نجاح العمدة الجندل يعكس كيف يمكن للإنسان أن يصنع أثرًا حقيقيًا إذا ما امتلك الرؤية والإرادة الصادقة! في رمضان، يعيش المسلم تجربة يومية من الانضباط والصبر والإرادة، وهي ذات القيم التي قادت العمدة الجندل إلى النجاح. لم يكن مجرد إداري يتقلد منصبًا، بل كان صانع تغيير، مثلما يكون رمضان فرصة لصنع تغيير داخلي.
فكما تتطلب القيادة القدرة على الاستماع والتفاعل مع الناس، فإن رمضان يعلمنا كيف نصغي إلى أرواحنا ونكون أكثر وعيًا بذواتنا. كما أن العلاقة بين القائد والمجتمع تقوم على الاحترام والثقة، فإن العلاقة بين الصائم وشهر رمضان تقوم على التقدير والإيمان بفضله. العمدة الجندل فهم مبكرًا أن النجاح لا يأتي من المناصب، بل من خدمة الناس بإخلاص، تمامًا كما أن رمضان لا يقتصر على الصيام عن الطعام، بل هو تجربة روحية تتطلب التزامًا حقيقيًا.
رمضان ليس فقط محطة دينية، بل هو مرآة تعكس مدى قدرتنا على التغيير. كذلك، فإن نجاح المجتمعات يقاس بقدرتها على التكيف مع التحديات وتحقيق التنمية المستدامة. المنطقة الشرقية شهدت تطورًا ملحوظًا بفضل جهود واهتمام أميرها سمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه وبقية مسؤوليها، ومن بينهم العمدة الجندل، الذي لعب دورًا في تحقيق التوازن بين تطلعات القيادة واحتياجات المجتمع، وهو الدور ذاته الذي يلعبه رمضان في إعادة توازننا الداخلي وتجديد علاقتنا مع أنفسنا!
كما أن رمضان يتيح فرصة للتحول الروحي، فإن قصة نجاح العمدة الجندل تؤكد أن النجاح ليس ضربة حظ، بل هو نتيجة لرؤية واضحة وعمل مستمر. الحصول على شهادات التقدير لا يصنع القادة، بل القدرة على التأثير الإيجابي هي التي تصنع الفرق. والإنسان الذي يستفيد من رمضان في تهذيب ذاته يشبه القائد الذي يستثمر سنواته في بناء مجتمعه. ورمضان كما يجب أن يكون، والقيادة كما يجب أن تكون. رمضان سيبقى كما هو، لكن كيف نعيشه هو ما يحدد قيمته الحقيقية. والعمدة الجندل قدّم نموذجًا عمليًا للقيادة المبنية على القيم، تمامًا كما يقدم لنا رمضان فرصة لقيادة أنفسنا نحو الأفضل. السؤال ليس “هل تغير رمضان؟” أو “كيف نجح الجندل؟”، بل “كيف يمكننا أن نعيش رمضان كما ينبغي، وكيف نصنع نجاحنا الشخصي كما صنعه الجندل؟”. رمضان هو مدرسة للتغيير، والقيادة هي فن التأثير، وبين الاثنين يكمن سر النجاح الحقيقي!
إرسال التعليق