تعيش حكايات لا يسمعها احد.

سما العالم ــ سارة محمد صعب 

بين جدران متهالكة وسقف يسرب الامل مع قطرات المطر . هناك ثلاث إخوه يقاومون الفقر بصبر ويواجهون الوحده بإخلاصهم لبعضهم . لا جيران يطرقون بابهم ولا اصحاب يلتفتون لحزنهم . فقط الحياة تمضي وهم مازالوا ينتظرون بصمت من يراهم .
قصة اليوم ليست خيالا . بل مرأة لحياة كثيرين حولنا لا يطلبون المستحيل فقط القليل من الرحمة .

في أحد الأحياء الفقيرة عاش ثلاث اخوة سامر . وليلى . ويوسف . توفي والدهم في حادث . وبقيوا في غرفة ضيقة بالكاد تقيهم البرد
كان سامر الأكبر يعمل في جمع البلاستيك من الشوارع وليلى تخيط من بقايا القماش ما تستطيع ويوسف الأصغر لا يعرف من الدنيا سوى جوع مستعمر وأحلام مؤجله .
يتقاسمون الرغيف الوحيد وينامون تحت غطائهم الممزق . لا قريب يسأل ولا جار يتعاطف ولا صديق يمر .
وفي كل ليلة يتحلقون حول صمتهم يتحدثون عن غد أفضل كما يسمعونه في المسلسلات .
سامر يحلم أن يصبح نجارا وليلى تحلم بمحل خياطة صغير ويوسف يحلم بأن يرتدي حقيبة ظهر مثل باقي الأطفال .
لم يكن لديهم الكثير فقط قلوب دافئه وظهر يستند إلى الاخر
لكن الأقدار لا تنام . في صباح دافئ توقف رجل بسيط أمامهم سأل عن أسمائهم وإستمع لحكايتهم دون تذمر أو شفقة .
في أقل من أسبوع التحق سامر بتدريب مهني في ورشة نجاره . وبدأت ليلى تساعد في مشغل خياطة صغيره . أما يوسف فقد حمل حقيبته الجديده إلى المدرسة لأول مرة .
لم تكن معجزه . كانت فقط إنسانية صادقة من شخص واحد رأى فيهم مالم يراه الأخرون .